آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 11:57 ص

ما عندي وقت!

عبد الله حسين اليوسف

شعار جميل من جمعية الأمل لمكافحة السرطان بالقطيف، جزيل الشكر لهم، ولكل الجمعيات الأخرى على مستوى وطننا العزيز، على جهودهم المباركة في تعزيز الوعي الوقائي، وتقديم الخدمات لمرضى السرطان في الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي. جعل الله ذلك في ميزان حسناتهم ودمتم سالمين، بصحة وعافية.

لا وقت نضيّعه:

لماذا الكشف المبكر عن سرطان الثدي؟

لأنه السرطان الأول لدى النساء، ونسبة الإصابة به في تزايد مستمر. لكن اكتشافه المبكر يرفع نسبة الشفاء، ويجعل العلاج أكثر بساطة وفعالية، مما يحمي صحتكِ ويمنحكِ الأمل في مستقبل أفضل.

كيف يمكن اكتشافه مبكرًا؟

فحص الماموجرام «صورة الثدي الشعاعية» هو الوسيلة المعتمدة للكشف المبكر عن سرطان الثدي.

متى أبدأ؟

يُوصى عمومًا بإجراء فحص الماموجرام سنويًا أو كل سنتين بدءًا من عمر الأربعين.

وقد تحتاجين للفحص المبكر إذا كان لديكِ أحد ما يلي:

•تاريخ عائلي أو شخصي للإصابة بسرطان الثدي.

•التعرض لعلاج إشعاعي في منطقة الصدر خلال سن صغيرة.

•وجود طفرات جينية تزيد خطر الإصابة، ويمكن اكتشافها عبر الفحوصات الجينية.

هل الماموجرام مضر بالصحة؟

هو وسيلة آمنة يتم من خلالها أخذ صورة للثدي بالأشعة السينية، كما أنها أدق وسيلة للكشف المبكر عن سرطان الثدي عندما يكون حجمه صغيراً وقبل ظهور أي تغيرات أو أعراض ملحوظة قد يستغرق الفحص المبكر لسرطان الثدي بالماموجرام 20-15 دقيق.

لماذا نهتم بالتوعية والكشف المبكر؟

الجميع يبحث عن الأمل، وخصوصًا من مرّ بالتجربة أو عرف من عانى منها من قريب أو بعيد. وكما يُقال: درهم وقاية خير من قنطار علاج.

مرض السرطان من أكثر الأمراض المقلقة، وقد سخّرت له الحكومات والمؤسسات الصحية كل الإمكانات، وساهمت الأبحاث الطبية في فتح آفاق جديدة نحو العلاج، عبر العلم الجيني والذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة.

هل هناك بدائل شعبية أو أعشاب؟

أحيانًا، يُقبل الناس على علاجات شعبية أو أعشاب يدّعي البعض أنها نافعة، وربما استفاد منها أحدهم - بإذن الله - وتمكّن من كبح المرض مؤقتًا، مثل ما يحدث بالدعاء والتوسل. لكن المهم في هذه المرحلة هو استثمار وقت التحسن في أعمال صالحة والحرص على تلقي العلاج المناسب، حتى لا تضيع الفرصة.

فقد تكون تلك الفترة استراحة محارب وليست نهاية المعركة. ولا ينبغي أن نتيح للجهل أن يسلبنا الأمل، أو نترك الناس يشمتون بغير علم ويقولون: حظ الكافر وافر.

كلمة أخيرة:

المرض ليس محل شماتة، بل هو ابتلاء واختبار. والعين الواعية ترى الحقيقة في تجارب الآخرين، وتستمع لنصائح أهل العلم والخبرة الذين سهروا على دراسة الطب وخدمة الناس. ليس كل من لبس المعطف الأبيض طبيبًا، وليس كل من تحدث في وسائل التواصل الاجتماعي يملك حق الفتوى في صحة الناس. نحن بحاجة إلى التمييز بين من يسعى للخير، ومن يسعى خلف المال والشهرة.

وختامًا...

نسأل الله السلامة للجميع، والشفاء العاجل لكل مريض. وقد رُوي عن علي بن عيسى، أنه قال لمولانا الإمام الصادق : علّمني دعاءً أدعو به لوجعٍ أصابني، فقال : قل وأنت ساجد: يا الله، يا رحمان، يا رحيم، يا رب الأرباب، ويا إله الآلهة، ويا ملك الملوك، ويا سيد السادة، اشفني بشفائك من كل داء وسقم، فإني عبدك أتقلّب في قبضتك.