آخر تحديث: 7 / 6 / 2025م - 10:53 م

أخصائي نفسي: المثالية المفرطة ”فخ“.. وهذه أبرز أضرارها النفسية والسلوكية

جهات الإخبارية

أوضح الأخصائي النفسي والمعالج الأسري، صالح العتيبي، أن الطموح والرغبة في التميز وإن كانا من الصفات الطبيعية والفطرية لدى الإنسان، إلا أن تحولهما إلى سلوك مثالي مفرط يمكن أن يؤثر سلباً على جودة الحياة بشكل عام، ويدفع صاحبه نحو دوامة من القلق والتوتر المستمر والشعور بعدم الرضا.

وشدد العتيبي في هذا السياق على الضرورة الملحة لتبني التوازن والمرونة في التعامل مع متطلبات الحياة لتفادي هذه الآثار السلبية.

وبيّن العتيبي أن الشخص الذي يتبنى المثالية المفرطة كنهج حياة يميل إلى وضع أهداف ومعايير عالية جداً لنفسه وللآخرين، وغالباً ما تكون هذه المعايير غير قابلة للتحقيق بشكل واقعي أو عملي.

وأشار إلى أن هذا السلوك المثالي المتطرف يجعل صاحبه يدخل في دائرة مفرغة من السعي الدؤوب والمستمر نحو إنجازات لا توصله في نهاية المطاف إلى الشعور بالرضا الحقيقي أو السكينة الداخلية، وذلك نتيجة اصطدامه المتكرر بواقع الحياة وتقلباتها ومتغيراتها التي لا تتفق دوماً مع تصوراته المثالية الجامدة.

وأكد الأخصائي النفسي أن من أبرز الأضرار المترتبة على المثالية المفرطة، عدم قدرة الشخص على تفويض المهام للآخرين أو الثقة بهم.

وأرجع ذلك إلى غياب الثقة في قدرة المحيطين به على تنفيذ العمل وفقاً لمعاييره الخاصة والدقيقة التي قد يراها الآخرون مبالغاً فيها.

وأضاف أن المثالية الزائدة عن الحد تؤدي أيضاً إلى الوقوع في فخ التسويف وتأجيل الأعمال بشكل متكرر، أو إعادة تنفيذها مراراً وتكراراً، بسبب القلق المبالغ فيه بشأن جودة النتائج النهائية والخوف الشديد من عدم بلوغ درجة الكمال المتصورة.

وأشار العتيبي إلى أنه على الرغم من أن المثالية قد تحمل جوانب إيجابية في بعض المواقف وتدفع نحو الإتقان والجودة، إلا أنها تتحول إلى عائق كبير ومصدر للضغط النفسي إذا بالغ الشخص في التمسك بها وأصبحت نمط حياة متصلباً لا يقبل التكيف.

وطالب بضرورة السعي نحو تبني التوازن والمرونة في التفكير والسلوك كبديل صحي، وذلك لتفادي الأثر النفسي والسلوكي السلبي للمثالية المفرطة، والعمل على تحقيق حياة أكثر رضا وسعادة وقبولاً للذات وللواقع.