القطيف تودع ”صوت الوجدان الحسيني“.. رحيل الملا حسين آل باقر بعد مسيرة سبعة عقود

شيع أهالي محافظة القطيف، اليوم الأربعاء، جثمان الخطيب الحسيني الحاج الملا حسين بن الملا محمد حسن آل باقر، الذي وافته المنية قبيل مغرب يوم أمس الثلاثاء،، عن عمر يناهز الثالثة والثمانين عاماً، وذلك بعد معاناة مع المرض.
وووري جثمانه الثرى في مسقط رأسه ببلدة حلة محيش وسط أجواء من الحزن والأسى، وبمشاركة حشود غفيرة من الأهالي ومحبي الفقيد الذين توافدوا لتوديعه.
ويُعدّ الفقيد الراحل، المولود في حلة محيش عام 1363 هـ «1944 م»، أحد أبرز وألمع الشخصيات الدينية في محافظة القطيف، حيث كرس حياته لخدمة المنبر الحسيني لأكثر من سبعين عاماً، متنقلاً بين المآتم والبيوت في مختلف أنحاء القطيف وقراها، تاركاً بصمة واضحة وأثراً طيباً في نفوس محبيه ومستمعيه، الذين اعتبروا صوته وأداءه جزءاً أصيلاً من وجدان المجالس الحسينية لعقود طويلة.
نشأ الملا حسين آل باقر في كنف أسرة علمية ودينية معروفة، فوالده وجده كانا من الخطباء المعروفين، مما أسهم في تكوينه الديني المبكر.
وتلقى تعليمه النظامي في مدارس القطيف، حيث درس صباحاً في مدرسة البحر ومساءً في مدرسة الجارودية الابتدائية.
ولم يقتصر تعليمه على ذلك، بل تعلم مبادئ الكتابة والخط على يد الملا علي بن رمضان، وبدأ رحلته مع القرآن الكريم بتوجيه من والده، ليكمل حفظ أجزائه كاملة خلال اقل من شهر على يد جده الملا علي آل باقر، مما ينم عن نبوغه المبكر وقدرته الفائقة على الحفظ والاستيعاب.
وبدأت مسيرة الفقيد مع الخطابة في سن مبكرة للغاية، إذ اعتلى المنبر الحسيني للمرة الأولى وهو في الثامنة من عمره، بتشجيع وتوجيه من والده.
صقل موهبته وتدرب على أصول الخطابة على أيدي نخبة من كبار الخطباء في المنطقة آنذاك، من بينهم الملا رضي الزاير، وشقيقه الملا حسن الباقر،، ليتمكن من الاستقلال بالخطابة وهو في العشرين من عمره، مواصلاً مسيرته الحافلة بالعطاء دون كلل أو ملل.
ترك الملا حسين آل باقر خلفه إرثاً كبيراً من السيرة العطرة والذكر الحسن، بالإضافة إلى أسرة كريمة تتكون من العديد من الأبناء والبنات. فمن أبنائه الملا علي، وعبدالعظيم، وعبدالحميد، ومحمد، وجعفر، وسعيد، وقاسم، وعباس، ويوسف، وحيدر. ومن بناته رباب، وآمنة، وسكينة، وفوزية، ووفاء، وشروق، ورقية، ونفيسة، وإبتهال، ومريم، وزهراء، وبنين، وفاطمة، وزينب، وإسراء، ونجمة، وحوراء، ورونق.
ويمثل رحيل الملا حسين آل باقر خسارة كبيرة للمجتمع في القطيف، الذي فقد برحيله أحد أعلامه البارزين في مجال الخطابة الحسينية. نسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.