سيهات غناتية
في بداية هذه المخطوطة والتي أنسجها في عجالة متناهية والمعنونة باسم نُقِشَ بأحرف طُليت بالذهب والألماس نعم والإشارة هنا لدانة الدانات سيهات مرسى السفن وموطن الغواص، فهي مَن أنجبت الرجال من شواطئها، وهي مصدر المحار ومن بحرها برز الصياد والطواش، ومنها صدح صوت النهام بأهازيج ملحنة بتلاطم الأمواج وعلى ضفاف ساحلها تأتيك نسائم الحب مكسوة بأعذب الكلم والإحساس، وإن تغنينا فيها لن نستطيع وصفها مهما سطر الشاعر أعذب المعاني وحاك الأديب عظيم العبارات فهي أكبر أن تحصى خصائلها في مقالات من هنا وهناك.
سيهات هي للإبداع عنوان، هي للتاريخ تألق وبسالة وإقدام، هي لؤلؤة مضيئة أبرق نورها على سائر المدن والبلدان، سيهات هي للتباهي رفعة وعزة وجاه وكذا للأمجاد شموخ ومروءة وإباء، هي عطر يفوح منه رائحة المسك والجوري والريحان، نعم من رحمها جاءت محاسن الأوصاف ومنها صناديد وأبطال هم للشيم أصل وأخلاق، سل البحر عن أهلها يخبرك عن قصص وروايات منها الأصالة نهج وبراعة وإتقان، وكذا تميزها دقة وحذاقة وابتكار، نعم هي أفنان يا سادة يا كرام، لم نسمع مثلها في التقدم والتفوق والبهاء، نحن حضارة وتطور وازدهار، ومهما سطرنا من السحر بيان لن يكفينا حبر وأوراق لنروي مكانتها لأجيال بعد أجيال.
نعم عزيزي القارئ وبعد ما ذُكر أعلاه وعبرنا بالقليل عما يجول بالخواطر وددنا القول وفي حقيقة الأمر ربما نحن السيهاتيون أصابنا من ضيق الصدور ما أصابنا بعدما آلت إليه نتائج آسيوية دولة قطر الشقيقة وبهذه المناسبة أؤكد بل أجزم حقيقة أن ما حدث هو أمرٌ طبيعي فليس من المنطق بمكان ولم يحدثنا الرياضيون على الإطلاق أن فريقا رياضيا حالفه الحظ طيلة مشواره بل العكس هو الصواب كما نود أيضا أن نلفتَ الانتباهَ أن لكل جواد كبوة وأن لكل عثرة قوة تتبعها نجاحات يصل صيتها عنان السماء بإذن الله.
المتابعون للرياضة العالمية جميعهم شاهدوا وما زالوا يشاهدون بأم العين الفِرَق العالمية وخصوصا في المحافل الدولية والعالمية كيف حصدوا نصيبا لن نقول من الفشل والخسارة باعتبار أن لكل مجتهد نصيب ولكن يفضل أن نعبر عن ذلك بعبارة لم يحالفهم الحظ لبعض المباريات في المناشط المختلفة وبعد ذلك تبدأ تلك الفرق بإعادة وترتيب ما تبعثر ولملمة صفوفهم من جديد والبعض يستبدل الإخفاقات إلى عزيمة ومصدر إشعاع وإصرار.
ومن هذا المنطلق ولفريقنا ”يد الخليج“ لدانة الدانات للنسر بلونيه الأصفر والأخضر نقول: إن ما حدث ليس نهاية المطاف؛ فأنتم دوما الأبطال، فهذه اللعبة التي تمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة لم ترَ النور إلا من تلك الجدران التي شعَّ من جنباتها كوكبة عظيمة ونجوم صنعوا عبقرية فذة في عالم كرة اليد السعودية فلمعت سيرتهم وهم باقون وعالقون بالمشاعر في إطار مزخرف بأجمل الصور من بطولات وكؤوس تحمل في ثناياها أجود الذكريات حتى يومنا هذا محلقة بكرة اليد الخليجاوية من إحراز الألقاب واعتلاء المنصات حتى أصبح نادينا بطلا مهابا وذا مكانة واحترام.
وقبل أن نسدل الستار يجب التأكيد أن ما جرى في تلك البطولة المنصرمة ليس فشلا ولا انكسارا وليس نهاية المشوار إنما هي حادثة عابرة لن تنال من عزيمة وإرادة نجومنا الأفذاذ، فالخليج بطل كبيرٌ وهو فخر للرياضة في مملكتنا الحبيبة بشكل عام وسيظل كذلك بإذن الله فالجميع أهلٌ للثقة لا شك ولجمهورنا العريق الشكر والتقدير والشكر موصولٌ لجميع أعضاء مجلس الإدارة الموقرين على كل الجهود المبذولة والمباركة وكذلك الجهازان الفني والإداري ولكل الرجال الداعمين والمحبين من وجهاء ومخلصين ولا ننسى الدعم والتشجيع اللامحدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان آل سعود حفظهما الله للأندية الرياضة والرياضيين بكافة صنوفها حتى بات جليا للقاصي والداني التطور الذي وصلت له الرياضة السعودية من منافسات عالمية وأصبح اسم مملكتنا رقما قويا يشار له بالبنان.