آخر تحديث: 3 / 12 / 2024م - 8:39 م

الطفل الصيني حين يقرأ

يوسف أحمد الحسن * القبس الثقافي

في أول عيد ميلاد للأطفال في الصين تقام طقوس خاصة تسمى «تشواتشوا»؛ حيث يقوم الوالدان بوضع أشياء مختلفة أمام الطفل ويعطى مجالًا لالتقاط أي منها، وما يختاره الطفل يتنبأ بمستقبله ووظيفته. يقول جد بطل رواية «يوميات طفل يقرأ» الصينية كاي كاي: حين كان عمرك عامًا، وضعنا أمامك على الطاولة عداد الحساب وكتابًا مدرسيًّا وعملة ورقية بمئة دولار، وعدة أشياء أخرى، فلم تُرد أي شيء من هذا، ومددت يدك وأمسكت بالكتاب ولم تتركه أبدًا! فعلمت منذ ذلك الوقت أن ابننا كاي كاي سيصبح شخصية مميزة.

هذه الرواية الممتعة التي كتبها «منغ شيان مينغ»، وترجمتها إلى العربية رضوى إمبابي «في 188 صفحة»، تتناول قصة طفل عمره تسع سنوات كان يعيش مع جده لكون والديه يعملان في مدينة أخرى. وكان الجد يقرأ له كل يوم، كما كان الطفل يقرأ لجده. والجميل في الرواية أنها اعتبرت القراءة قيمة عليا في حياة هذه الأسرة، ولذلك فإن الطفل كاي كاي كان يقرأ لكلبه حينما لا يجد من يقرأ له، خاصة بعد أن مات جده، وكان الكلب يعبّر عن فرحه بهذا الأمر. وكان هذا الطفل يكتب مقالات جيدة في المدرسة، ولا يتوقف عن استعارة الكتب من المكتبة.

وتستمر علاقة كاي كاي بالقراءة والكتب في هذه الرواية - التي حصلت على جائزة أفضل كتاب مترجم بمعرض القاهرة 2023 - حين يصر على قراءة كتاب لكلبه الذي ابتعد عنه قسرًا وذلك عبر الهاتف بعد أن اضطر إلى السفر مع والديه عقب وفاة جده. ولأنه لم يشأ أن يكلف والديه ماليًّا باستخدام هاتف المنزل فقد اقترض مبلغًا من المال لكي يشتري بطاقة اتصال ويتصل من الشارع بصديقته التي أبقت الكلب لديها، والتي كانت تقرب سماعة الهاتف من أذن الكلب لكي يستمع إلى كاي كاي عندما يتصل.

ثم قام بمحاولة لتوفير المال عن طريق جمع بعض المواد المهملة من الشوارع وبيعها، ثم شراء بطاقة اتصال، قبل أن تكتشفه أمه؛ كل ذلك كي يتصل بصديقته التي بقي الكلب عندها. وعندما شاهده والده مصادفة يتحدث بهاتف الشارع وبيده كتاب ظن أن معلمه قد أعطاه واجبًا لقراءة الدرس، «لكنه سمع فجأة صوت نباح شياو دان «الكلب»، وقد كانت مفاجأة لوالده أن يعلم أن ابنه يقرأ للكلب.

ومن شدة غرامه بالقراءة كان يعتقد أن الكلب يفهم ما يقرؤه له. وعندما مات كلبه واشترى له أبواه آخر، اقترح صديقه تشو جينغ عليه أن يعلم الكلب الجديد القراءة!