آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 10:41 م

الإمام علي (ع) الشخصية الخالدة

عبد الرزاق الكوي

في هذه الأيام المباركة والعظيمة يستمر العالم أجمع بالاحتفال بذكرى ميلاد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب هذه الشخصية غير الاعتيادية، رجل السلام والنموذج المشرق امتداد زاخر على مر التاريخ يتبارك العالم باسمه ويتشرف بإحياء ذكرى مولده، يستلهمون من هذه الذكرى العطرة سلوكيات وأخلاقيّات تمثل قيم الفضائل للإنسانية جمعاء.

أيام خالدة ومن أيام القرب لله تعالى ولرسوله ﷺ، لا تفي فيها الكلمات ويكل القلم ويعجز المنطق ويحتار الفكر يقف العقل حائرا في شخصية تجمعت فيها جل الفضائل وسميت باسمه جميع الصفات والكمالات والكرامات، فلا يتسعه مدح المادحين ولا حدود لفكر أن يصف هذه الشخصية الخالدة، ليس بالأمر اليسير فكل فضيلة من فضائله يعجز فيها فطاحل الفكر أن يصفها، فذكر اسمه ما هي إلا التقرب من الله تعالى، والبحث في سيرته المباركة تزكية النفس وتطهير للقلب، ما يحتاجه الفرد والمجتمع يجده عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام، فقد اختزل الإسلام برمته وهو القرآن الناطق والصراط المستقيم يلبي ما تحتاجه البشرية كافة من مبادئ، وضع الأسس لكل خصلة يحتاجها العالم لحياة كريمة، لم يسبقه أحد ولن يصل إلى مكانته بشر، كانت حياته وسيلة لرضا رب العالمين وتحقيق مشروع الرسالة المحمدية منذ ميلاده المبارك في جوف الكعبة المشرفة حتى شهادته في في محراب الصلاة تاريخ مشرف من العطاء، فلا عجب في ذلك التربية في حضن الرسول ﷺ، والرعاية ربانية، فمن لغير أمير المؤمنين هذا الشرف العظيم، انعكست كل تلك التجليات لتبقى حقيقة ماثلة على مر الأيام تستحضر لتأخد المعاني الفاضلة سيرة تزداد إشراقا مع مرور الأيام والسنين، يتأثر بها من له قلب سليم ويجحد حقها من أعمى الله تعالى بصيرته، فهي ظاهرة وجدت كوسيلة من أجل رضا الله سبحانه وتعالى، لذلك نال أعلى الأوسمة بكلمات من نور على لسان من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.

قال تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ [المائدة: آية 55] قال جبرائيل: «لا فتى إلاً علي ولا سيف إلا ذو الفقار» ورُويّ عن رسول الله ﷺ قوله: «إن الله جعل لأخي علي فضائل لا تحصى، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقراً بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم، ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع، ومن نظر إلى كتاب من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر» نبارك لبقية الله في الأرض عجل الله تعالى فرجه والمراجع العظام واتباع ومحبي الإمام ولكافة البشرية الميلاد المبارك والنور الرباني جعل الله تعالى هذه الذكرى رحمة للعالمين.