آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 8:45 م

مكرهٌ أخاك لا بطل....!

وسيمة عبيدي * صحيفة اليوم

لم يهمش الدين الإسلامي المرأة، بل صانها وكرمها وكفل لها الحياة الكريمة، وطلب من الرجل أن يرمي نفسه في المهالك لتوفير لقمة العيش لها ولأسرته، ومع ذلك نرى تزايداً في رغبة النساء للخروج للعمل، لماذا يا ترى؟ هناك عدة أسباب لذلك منها:

• التطورات الاجتماعية والتغيرات الثقافية في القيم والمعتقدات المتعلقة بدور المرأة في المجتمع حيث يرى البعض أن للمرأة الحق في اختيار مسار حياتها وتشكيل مستقبلها والمشاركة في الحياة الاقتصادية والمهنية مثلها مثل الرجل.

• كسر الصورة التقليدية لدورها كربة منزل وأم وتفادي النظرة الدونية التي تكونت في المجتمع تجاه المرأة غير العاملة أو ربة المنزل على الرغم من الدور المهم والعظيم الذي تقوم به.

• الرغبة في تطوير وتنمية ذاتها والحصول على فرص تعليمية وتدريبية ومهنية وتطوير مهاراتها الاجتماعية ثم نقل تلك المهارات والخبرات لأبنائها.

• الرغبة في إثبات ذاتها وقدراتها وتحقيق أحلامها وطموحاتها وبناء مسار مهني ناجح يخلق لها مكانة اجتماعية لنيل احترام المجتمع.

• غلاء المعيشة والرغبة في تحسين المستوى المادي للأسرة ومواجهة ظروف الحياة الصعبة، إضافة للتصدي للأزمات والمشاكل المادية الطارئة التي من الممكن أن تواجه الأسر متوسطة أو محدودة الدخل.

• عدم وجود معيل أو عدم قيام المعيل بواجبه والذي يعتبر من أقوى الأسباب لخروج المرأة مجبرة للعمل «مكرهٌ أخاك لا بطل».

• رغبتها في الاستقلال المادي إما لعدم إحساسها بالأمان مع من يعولها، أو لسوء معاملة من يعولها، أو الحد من الشعور بالعجز. وقد تكون الرغبة ناتجة عن محاولتها لتعزيز ثقتها بنفسها حيث إن الشخص المستقل مادياً أكثر ثقة وقدرة على الاعتماد على نفسه.

• تسلط وغطرسة الرجل وشعوره العالي بالاستحقاق وترفعه عن أعمال المنزل ومعاملته للمرأة كخادمة له وإذلالها وابتزازها عاطفيّاً وإجبارها على القبول والرضاء بالمعاملة السيئة أو الحرمان المادي في حال التمرد. لذا تسعى الكثير من النساء للهرب من الشعور بالإذلال بمحاولة الاستقلال المادي.

• إساءة فهم الرجال لمفهوم القوامة واقتناعه بفكرة بما أنه هو المنفق والمتحكم ماديّاً فسيكون هو الآمر الناهي في كل أمور الحياة وما على المرأة إلا الطاعة التامة والعمياء بدون نقاش أو تفاهم.

يتناسى البعض كون المرأة بشراً لها أحاسيس ومشاعر وأحلام وطموح تريد إنجازها وكيان تريد تحقيقه. ربما يعتبر البعض أن الأسباب آنفة الذكر ليست أسباب منطقية تستدعي خروج المرأة للعمل، وربما سينصحها بالبقاء في المنزل والصبر، لكن من المستبعد أن يصبر هو لو كان مكانها. ومهما كانت الأسباب، فللمرأة الحق في تقرير مصيرها وحرية الاختيار ويجب احترم اختياراتها. وأيضاً يجب العمل على تمكين المرأة بتوفير بيئة وأنظمة عمل مناسبة تسمح لها بمزاولة حياتها المهنية دون الإخلال بدورها المهم في المنزل كمربية أجيال.