آخر تحديث: 10 / 11 / 2024م - 6:16 ص

اختلافنا بين الحب والكراهية

كاظم الشبيب

اعتدنا على سماع عبارات مطمئنة مفادها بأن ”الاختلاف رحمة“، هذا على صعيد تعدد الهويات. كما اعتدنا على سماع عبارة رومانسية مفادها بأن ”أحبوا بعضكم“ أو ”تراحموا“، هذا على صعيد المحبة. بينما واقع الحال، على ما يبدو، هو واقع مثير وعجيب، يرتفع فيه منسوب الصراع بسبب الاختلاف، وتسقط فيه قيم المحبة بين بني البشر، ويكفينا جميعاً مجريات الحرب على غزة كشاهد ماثل أمامنا اليوم.

بين المحبة والكراهية نستغرق جميعاً، كأفراد وكمجتمعات، في حب هوياتنا وجماعاتنا. ولو لم تتدخل ثقافة العصبية للهوية، لكان الناس مسترسلون في حياتهم دون النظر والمقارنة بين هوياتهم، تلك المقارنة هي بداية تفضيل الذات على الغير. هذا الغير هو ما أصبح يسمى بـ ”الآخر“، بنما "المحبة تهتم بالآخرين وتزيل العوائق التي يسببها الشعور بالذنب، وكلما صرنا محبين أكثر، قلت أذيتنا للآخرين وللمجتمع عموماً بصورة كبيرة، وعندما تهتم بحب في سعادة الآخرين، يتم الاهتمام بسعادتك ويتم حفظها.[1] 

عندما يفضل الناس أنفسهم على غيرهم يحدث التكاره وتغيب المحبة حتى داخل أهل الهوية الواحدة. من أمثلة ذلك، ”تحرم الكثير من الطوائف المسيحية على غير المسيحيين، أو حتى على المسيحيين الذين لا يتبعون طائفة محددة“ أولئك الذين ليسوا على صلة حميدة معهم ”، المشاركة في القربان. بمعنى آخر، مثلها مثل الكثير من الطوائف الدينية التي تُحدد مَن هو جزء من المجموعة ومَن هو ليس منها، وهذا أحد أكبر التحديات التي تواجهها البشرية: إزالة الحواجز بين مَن نراهم على أنهم“ نحن ”، ومَن نراهم بصفتهم“ الآخرون ”. تقترح آخر الأبحاث الخاصة بفحص الدماغ أننا نمتلك فهماً ثنائياً للنفس والآخر، وأن دائرة التعاطف خاصتنا لا تنشط إلا عندما نرى الشخص الآخر كجزء من مجموعتنا. لقد تم خوض الكثير من الحروب وارتكاب الكثير من الظلم لأننا أقصينا الآخرين من مجموعتنا، وبالتالي من دائرة الاهتمام الخاص بنا“. [2] 

في المقطع القصير التوضيحي إفادة مكملة للموضوع بعنوان ”التعصب“:

[1]  السماح بالرحيل ص 343

[2]  كتاب البهجة ص 217-218.