آخر تحديث: 3 / 12 / 2024م - 8:39 م

لا تلتزم تجاه أي كتاب

يوسف أحمد الحسن *

لا يعني شراؤك لأي كتاب أو وقوعه بين يديك أن عليك قراءته من الغلاف إلى الغلاف؛ فعندما لا يعجبك كتاب فمن حقك أن تتركه وتتوقف عن قراءته، أو أن تنتقل إلى كتاب آخر، فأنت لم تتعهد لأحد بأن تكمل قراءته أو حتى أن تقرأ منه صفحة واحدة.

فعند شعورك كقارئ بعدم الرغبة في مواصلة قراءة كتاب ما فإما أن تقاوم ذلك قدر ما تستطيع، أو أن تتجاوز بعض الصفحات فيه إلى صفحات أخرى، أو تتركه دون عودة. واعلم بأنه ليس كل كتاب مكتوب لجميع الناس؛ فالكتب - كما جميع الأمور في الحياة كالطعام والشراب والمسكن ووسيلة النقل - يتحكم في اختيارها عدة عوامل، وما يصلح لشخص قد لا يناسب آخر، ولذلك لا يجب أن يشعر القارئ بأي انتماء أو التزام تجاه أي كتاب اشتراه أو استعاره أو وقع تحت يديه، كما لا ينبغي أن يشعر بأي ذنب عند التوقف عن قراءته.

إن تعدد الخيارات لديك، ووجود عشرات الملايين من الكتب المطبوعة في أنحاء العالم، يعني أنك لن تستطيع أن تقرأ إلا نسبة ضئيلة جدًّا منها، ولذلك فإن أي كتاب لا يعجبك فمن الأفضل لك تركه والتقاط آخر يستهويك وتجد نفسك فيه، أو تشعر معه أنك قد وجدت ضالتك فيه. إن الالتزام بإنهاء أي كتاب يقع بين يديك حتى لو لم يعجبك قد يؤدي إلى حصول ردة فعل سلبية تجاه الكتب عامة، أو قد يؤدي إلى الوصول إلى ما يسمى الانسداد القرائي.

وهنا نذكر بأن على القارئ أن يبحث جيدًا عن الكتاب الجيد قبل اقتنائه؛ وذلك إما عن طريق الاستفسار ممن سبق أن قرأه، أو عبر بعض مواقع الإنترنت التي تتضمن مراجعات للكتب، بعدها ينبغي تصفح الكتاب، ومطالعة مقدمته وفهرسه قبل شرائه أو البدء بقراءته.

”البس معطفك القديم واشتر كتابا جديدا.“ - اوستن فيلبس