آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 10:41 م

العملة والمستقبل الاقتصادي..

عبد الرزاق الكوي

العملة النقدية هي الأساس في التبادل التجاري داخل البلد الواحد أو بين دول لها عملات مختلفة، فقد كان قديما التبادل التجاري يعتمد بمقايضة سلعة بسلعة أو خدمة بسلعة، أو يصنع الإنسان ما يحتاجه فالحياة كانت بسيطة استخدم الإنسان هذا التعامل آلاف السنين.

مع مرور الوقت وتطور المجتمعات والزيادة السكانية فكر الإنسان في إيجاد حلول تسهل تعاملاته التجارية، فكانت الفكرة استخدام النقود المعدنية المصنوعة من الذهب والفضة والنحاس والزنك والنيكل، سكت كثير من الحضارات القطع المعدنية الخاصة بها على نطاق واسع الحضارة الصينية وحضارة الهند القديمة من أوائل الدول الذي سكت العملات في العالم قبل الميلاد.

مع تطور الحياة وبروز تعقيد في التبادل التجاري بين الدول تطور الفكر الإنساني إلى فكرة استخدام العملات الورقية بدلا من العملات المعدنية لما إلى العملات الورقية من مميزات أفضل من التعامل بالعملات المعدنية، حيث صعوبة نقل العملات المعدنية من بلد إلى آخر بسبب ثقلها، أصبحت النقود الورقية من ضروريات الحياة وهي الأساس لاقتصاد كل دولة وتصدر بأمر الجهات المعنية في كل دولة ذات طابع قانوني. الحضارة الصينية من أوائل الدول التي استخدمت الأوراق النقدية، ووضعت لها منظومة مالية متكاملة.

تعترف الأمم المتحدة بمائة وثمانين عملة في العالم كعملة قانونية تختلف كل عملة عن غيرها من قوة وسيطرة ومكانة على مستوى الاقتصاد العالمي واستخدامها على نطاق واسع بقوة البلد الاقتصادي وثروته النقدية وقدرتها الشرائية وصادراتها للعالم فالتعامل التجاري يتسارع بشكل واسع وبمبالغ كبيرة؛ مما شجع كثير من الدول للمزيد من التطور والحاجة الماسة لمزيد من التكامل الاقتصادي ليس كاقتصاد منفرد لكل دولة، بل يتعدى إلى بناء تكتلات متعددة في شؤون التعامل بالعملات المحلية؛ مما يزيد المنفعة ويطور الاقتصاد.

الفكر ليس وليد اليوم لمعرفة العالم بأهمية تطوير التعاملات المشتركة مما سوف يؤثر على حجم الاقتصاد العالمي، خصوصا في ظل بروز قوى اقتصادية تخطو خطوات حثيثة ومدروسة تحول ميزان القوة إلى عالم آخر بفكر يكرس العدالة في التعاملات بين الدول بعيدا عن الضغوطات والإملاءات الخارجية.