آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 10:41 م

الزهراء ومصيبة الحسين عليهما السلام

عبد الرزاق الكوي

عند إحياء مصيبة الإمام الحسين بعظمتها وتأثيرها في الوجدان الإنساني، وما حصل ليس حربا بين جيشين هزم أحداهما الآخر وانتهت المعركة، أحداث موقعة كربلاء تنم عن حقد دفين من قبل فئة ضد أهل البيت بما يمثله من موقع هو امتداد للرسالة، ولهذا المصيبة بقت خالدة مع كل تلك السنوات الطويلة تشتد حرارتها في القلوب، المعزى في هذه المصيبة بالطبع الرسول الأكرم ﷺ والأئمة ، وبالأخص سيدة نساء العالمين حيث ارتبط المعزين بتقديم واجب العزاء لها وهي الأشد تأثرا لهول المجزرة وعمق ما خلفته من جراح في قلب فاطمة الزهراء .

هذا ما فعله أعداء أهل البيت في سلالة النبي ﷺ، إنهم جرحوا قلب ابنته في ابنها هذه المرأة العظيمة التي ولدت بأمر من الله تعالى وحفظه ومباركته، عظمها أباها لما لها من الشأن العظيم عند الله تعالى فكان يحبها حبا لا يوصف وتقديرا لا يقاس حتى كان يطلق عليها أم أبيها، وكان يظهر لكافة أصحابه عظمتها وواجبهم نحوها وتقديرها لأنها أوامر إلهية، وأن غضبها من غضب الله تعالى، بكل تأكيد مصيبة كربلاء شكل للسيدة فاطمة الزهراء أكثر من مجرد غضب، بل رزية ما أعظمها من رزية وفاجعة ما أشد وقعها على قلب سيدة نساء العالمين صاحبة العناية الربانية مفخرة السماء وطهارة للأرض.

إن وقع الفاجعة على قلب فاطمة الزهراء لا يمكن وصفه وتأثيره وما واكب تلك الفاجعة من تقطيع الرؤوس وتمزيق الأجساد وسبي بنات الرسالة، بما أعطيت من كرامات لا تعد ولا تحصى وفضل عظيم على الخلق أجمعين لها كرامة حضور مآتم إقامة عزاء سيد الشهداء وهو ليس قليلا على مكانتها وعظم شأنها، وهذا يعطي زخما وحضورا وارتباطاً وثيقاً أن من يتلقى العزاء سيدة نساء العالمين مما يعطي للمجلس هيئة وعظمة يساعد على الارتباط بهذه المجالس المباركة، فحضور مرجعا من المراجع يعطي بعدا روحيا للمجلس فكيف بحضور أصحاب الكساء وبقية أئمة أهل البيت .

هذا الحضور المميز من قبل اتباع أهل البيت لمجالس العزاء وتقديم واجب لعزاء لسيدة نساء العالمين محفوظا عند فاطمة الزهراء لم ولن تنسى حضورهم ومواساتهم وحفظهم شعائر الإمام الحسين من الانحراف رغم ما حل بالكثيرين من اتباع أهل البيت من قتل وتشريد واجرام وإرهاب تمسكًا بهذا الخط والمحافظة على بقائه، يوم القيامة حيث تطالب بحقها بمن قتل الإمام الحسين بكل وحشية وسبق إصرار وترصد، وتسأل عن حاجتها فتطالب بالشفاعة لمن واساها في مصابها وذرف الدموع سني حياته في مصيبة سيد الشهداء ، وهذه إحدى كرامات فاطمة الزهراء التي كرمها الله تعالى بها.

عظم الله تعالى لها الأجر والثواب وشمل الجميع بركات شفاعتها ومحبة أبيها ورضى بعلها والحشر مع بنيها عليهم جميعا صلوات الله وبركاته.