آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 7:26 م

اكتشفت أنني قطة.. مياو مياو!

وسيمة عبيدي * صحيفة اليوم

لبست ملابس قطة ووضعت لها شاربي قطة ووقفت أمام الحشد لتقول لهم: أنا لست امرأة إنما قطة وبدأت في المواء، ثم سألت الجمهور: كم شخصاً منكم صدق أنني قطة؟ فلم يرفع يده أحد، ثم سألت: وكم طفلاً إذا رآني سيصدق أنني قطة؟ فأجابوا: لا أحد! لماذا؟ لأننا وأطفالنا لسنا أغبياء! ثم أضافت: أي أحد يراني سيلاحظ أنني امرأة تتقمص دور القطة. وكلكم توافقون على أنه إذا أنا صدقت أنني قطة فعلاً وتصرفت على هذا الأساس ولم يعد لدي القدرة على تمييز الحقيقة من الخيال، فهذا يعني أن لدي اضطراباً عقليّاً وأنه لمن الخطير وجودي مع أطفال أو منحي مسؤولية الاهتمام به أو تعليمهم، أو اتخاذ أي قرار يخصهم. الحقيقة هي أنني لست قطة ولن تتعاملوا معي كقطة فقط لأني طلبت منكم ذلك. ولن أصبح قطة لمجرد أنني لبست ملابس قطة أو حصلت على ذيل وشارب، بالضبط كما لن يحول الكعب العالي وحمرة الشفاه والشعر الطويل الرجل لامرأة!

هذا ما قالته إحدى الأمهات خلال اجتماع أولياء الأمور في مدرسة في الولايات المتحدة الأمريكية لتسلط الضوء على قضية شائكة بطريقة ذكية جداً ولافتة، وتثبت أن التمييز هو شيء فطري وأننا كبشر مجبولون على الفطرة السوية التي خلقنا الله عليها.

تعتبر قضية تغيير الجنس واحدة من القضايا الحساسة والمثيرة للجدل في العالم. وفي السنوات الأخيرة، شهدنا توجهاً في بعض البلدان الغربية لسن قوانين تسمح للأطفال بتغيير جنسهم، وقد أثار هذا التوجه العديد من الجدل والانتقادات.

لقد وصلت الشعوب الغربية لدرجة غريبة من التخبط الذي يتضح في توجهاتهم. وعلى الرغم من ادعائهم أن الهدف الأساسي من هذه القوانين هو تحسين حياة الأطفال الذين يعانون من تضارب بين هويتهم الجنسية وجسدهم، إلا أن هذا الإجراء يثير العديد من المخاوف والأسئلة المهمة حول الآثار النفسية والجسدية لتغيير الجنس في سن مبكرة. إضافة لاحتمالية حدوث الأخطاء البشرية في اتخاذ القرار بخصوص حقيقة الجنس. لكن من بين المخاوف الرئيسة التي تثار حول هذا التوجه هي: القلق من أن يتم إجبار الأطفال على اتخاذ قرارات لا يستطيعون التعبير عنها بشكل صحيح أو فهم تبعاتها الكاملة. كما يثار القلق بشأن الآثار النفسية والجسدية لعمليات التحول الجنسي في سن مبكرة، وخاصة عندما يتم إجراء هذه العمليات قبل أن يكون الطفل قد نضج بشكل كافٍ عقليّاً وجسديّاً لاتخاذ قرار بهذه الأهمية. إضافة لمشكلة إرباك الأطفال وهم في تلك السن الصغيرة الحرجة وتشكيكهم في حقيقة جنسهم، حتى لو كانوا متأكدين بالفطرة منه. ففي بعض المدارس الأجنبية استعاضوا بكلمة إنسان لوصف طلابهم بدل استخدام كلمتي ذكر وأنثى! وفي مدارس أخرى، يُسأل الطفل المستجد عن طبيعة جنسه، فإذا أجاب بولد أو بنت، يرد عليه ب «هل أنت متأكد؟» أو «نحن ما زلنا لا نعلم!» إشارة لاحتمالية أن يقرر تغيير جنسه، وبذلك فهم يربكون روحه ويزرعون تلك الفكرة الغريبة في عقله الصغير مما يضعه تحت ضغط نفسي لاتخاذ قرار مصيري يتعلق بتحديده لجنسه في سن مبكرة.

... يتبع