آخر تحديث: 3 / 12 / 2024م - 7:35 م

استعدادنا للتكاره!

كاظم الشبيب

قد شرحنا في مقالات سابقة بأن الكراهية ليست أصلا في طبع الإنسان وإنما هي صفة مكتسبة. رغم أن هناك استعداد بشري فطري لتحريك مشاعر الكراهية حتى تبلغ وحشية لا رادع لها، من باب ”فألهمها فجورها وتقواها“. فقابلية المرء للتوحش لتصبح مشاعره قاتلة أمر ممكن ما دام موجود لديه ضمن تكوينه الجسدي والنفسي والعقلي أوعية لتحميل ذلك وتفعيله.

وقد ذكر من قبل العالم الفيزيولوجي ”هس“ الذي أوضح أن أية مراكز أو أية مناطق في المخ تنتج العدوانية، عندما تتوفر المثيرات، حيث يوجد تهديد لغرائز حياتية تثير هذه المراكز ”. [1]  ف“ العدوانية عضوياً، كاستطاعة، وإمكانية متوفرة، يمكن تجهيزها سريعاً، إذ أن آلية الاستعدادات العصبية الفيزيولوجية متوفرة وجاهزة أولاً، وثانياً لا يمكن العمل بدون جاهزيتها". [2] 

نحن في الأصل نميل وننفطر على الطيبة والمحبة والتسامح، هكذا خلقنا الباري عز وجل، ولكننا لدينا استعداد للتكاره إذا توفرت البيئة الحاضنة التي تعمل على صناعة الكراهية فينا ضد الآخرين كأفراد أو كجماعات. فمن ينشأ منذ نعومة أظفاره وكل من حوله يشحنوه ضد فلان المسيحي، أو ضد فلان اليهودي، أو ضد العائلة الفلانية المسلمة، لا شك سوف يتربى على كراهية الآخرين. في المقطع المرفق عظة جميلة تخدم الموضوع بعنوان ”لا تكره الناس فهذا مضر لصحتك“:


[1] [2] الحب أصل الحياة، إيريش فروم ص 94 وص 95.