آخر تحديث: 3 / 5 / 2024م - 12:08 ص

الشيخ الصفار: على الإنسان أن يكون مبادرًا للانفتاح وصنع العلاقة الإيجابية مع الآخرين

جهات الإخبارية

قال الشيخ حسن الصفار: إن الإنسان المتدين السويّ، ينبغي أن يكون في أي موقع، في الدراسة أو العمل أو السفر أو الحضر، مبادرًا للانفتاح على من حوله، وصنع العلاقة الإيجابية معهم، فذلك ما يدعو إليه الدين، ويدفع إليه العقل والفطرة الإنسانية.

وأضاف: منطلق العلاقة بين الناس يجب أن يكون هو الإحسان إلى الآخرين، بأن يفعل ويقدّم لهم ما يفيدهم وينفعهم. مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ .

جاء ذلك في خطبة الجمعة بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: التحفيز الديني للعلاقات الاجتماعية.

وأوضح أن تنوع الانتماءات بين بني البشر - العرقية والقومية والدينية - لا يصح أن تصنع الحواجز بينهم، بل ينبغي أن تكون مشجعة على التعارف والتواصل.

وأبان أن على الإنسان الواعي أن يكون منفتحًا على الآخرين مهما اختلف معهم في الانتماءات والتوجهات.

وحذّر من هيمنة الروح المادية المصلحية، التي تعزز الحالة الفردية الأنانية في نفس الإنسان وسلوكه.

وتابع: نحتاج إلى التأكيد على النزعة الإنسانية، والاهتمام بالغير، بدءًا من القريبين، وانتهاءً بكل من يشاركنا في الانتماء الإنساني.

ومضى يقول: حينما تسود ثقافة تحذّر الإنسان من الناس، وتدعوه للابتعاد عنهم، وألا ينفتح إلا على دوائر محدودة من أقربائه أو موافقيه ومشابهيه، فإن أبناء المجتمع سيميلون إلى الانكفاء والانطواء.

وأضاف: إن المجتمع الذي تسوده ثقافة تشجّع على الانفتاح والتداخل مع الآخرين، ولا تقيم الحواجز في ذهن الإنسان ومشاعره، بينه وبين أبناء جنسه، يكون أبناؤه أكثر ميلاً للانفتاح والانبساط.

وبيّن أن هناك اتجاهات دينية تتبنى فكرة الابتعاد عن الناس، وترك مخالطتهم، حذرًا من التأثر بانحرافاتهم، أو أنهم يشغلون الإنسان عن عبادة الله تعالى والتوجه إليه، كما نجد ذلك في اتجاه الرهبنة عند المسيحيين، والاعتزال في الأديرة البعيدة عن الناس.

وذكر أن في الثقافة الإسلامية ظهر هذا التوجه الذي يدعو الإنسان المتدين إلى الابتعاد عن الناس، وأن يعتزل لأجل أن يحقق طهارة نفسه، بابتعاده عن ذنوب الناس، وألّفت كتباً حول فضل العزلة والانفراد.

ولفت إلى أن هذه الثقافة نشأت من فهم غير سليم للرؤية الدينية، وقد تكون لمعالجة ظروف وأوضاع خاصة، لكنها نمت ضمن توجهات صوفية مفرطة.

وتابع: وقد يكون انتشار مثل هذه التوجهات في بعض الأحيان لأغراض سياسية، وما نجده في القرآن الكريم هو الدعوة إلى التعارف بين الناس.

مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ .

وقال: إن الدين لا يطلب من الإنسان أن يبتعد عن الناس حتى الكافرين والمنحرفين كي لا يتأثر بمساوئهم، وإنما يطلب منه أن يبني وعيه ونفسيته في مستوى من الحصانة والالتزام بحيث يكون أقرب إلى التأثير على الآخرين من التأثر بهم.