العِرسان الجدد.. هذه الهديّة تؤثر في مستقبل مواليدكم!
فرِحٌ ومسرورٌ جدًّا للشبّان والشابّات الذين يتزوجون في هذه الأيام. بعد أشهر يرزقهم الله الولد الصالح وتأتيهم الهدايا من الأهل والأصدقاء؛ ملابس، ذهب، أسرة، لعب، وغيرها مما يهدى للمواليد. العرسان أيضًا، واجب عليهم أن يقدموا هديةً قيمةً لمواليدهم. هذه الهدية هي اسم جميل يستدلّ به عليه.
ليسامحني بعض الشباب في عدم إعجابي ببعض الأسماء التي يختارونها في هذه الآونة، أسماء جميلة في سنوات الطفولة، لكن لا أستطيع أن أتخيل عندما يكبر الولد وينادونه: حاج … أو دكتور …! أو حاجة… وأستاذة …!
أسماء أجنبية وأعجمية، تحتاج إلى قاموس شرح لتعرف معناها في اللغة العربيّة! ليبارك الله في مواليدِكم الجدد، الاسم هو عنوان نجاح الطفل منذ سنواته الأولى. حقّ له عليكم اختيار اسمٍ جميل في النطق والمعنى! عن رسول الله ﷺ: ”استحسنوا أسماءكم، فإنكم تدعون بها يوم القيامة: قم يا فلان ابنَ فلان إلى نورك، وقم يا فلان ابنَ فلان لا نور لك“. وكان رسول الله ﷺ يغير الأسماءَ القبيحة في الرجالِ والبلدان.
لمن تقنعه الدراسات الأكاديميّة، أُجريت دراساتٌ عديدة منها دراسة أجرتها جامعة هارفارد «Harvard University» على 3300 خريج، وجدت صلةً بين أسمائهم وأدائهم الأكاديميّ. ظهر أن أداء الطلّاب ذوي الأسماء الأكثر شيوعًا أفضل مقارنةً بالطلاب ذوي الأسماءِ الفريدة. وبالمثل، وجدت دراسة تبحث في الطلاب في جامعة أكسفورد «University of Oxford» أن الأشخاص الذين يحملون أسماءً معينة كانوا أكثر عرضة للالتحاق بمدرسة النخبة. بعد التحكم في شعبية الاسم، وجدوا أن احتمال قبول الطالب الذي يُدعى إليانور «Eleanor» يزيد بمقدار 100 مرة عن طالب يُدعى جايد «Jade».
أظهرت دراسةٌ أخرى أن المديرات التنفيذيات في الشركات كنّ أكثر عرضة لأن يكون لهنّ أسماء شائعة، لكن من المرجح أن يكون لدى المديرين التنفيذيين أسماء فريدة. ليس من الواضح ما إذا كانت هذه حالة أشخاص ينمون في التوقعات التي يضعها المجتمع عليهم أو ما إذا كان ذلك نتيجة لتمييز الأشخاص ضد الآخرين بأسماء معينة.
خلاصة توصيات الحبيب المصطفى المختار والدراسات الاجتماعيّة أن اسم الشخص من الممكن أن يلعب دورًا هامًّا في تشكيل الكيفيّة التي سينظر بها الآخرون له مستقبلًا، وأن الاسم يؤثر على نوع الشخصيَّة التي سيكتسبها الابن أو البنت في ما بعد. لذلك اختيار اسم الطفل مسؤولية تقع على عاتق والديه بأن ينحَلوه اسمًا حسنًا يكبر فيه، لا يخجل منه ولا يعيق تقدمه في المستقبل!