آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 9:08 م

نموذج ناهض في المشهد

آسيا البلادي: أسعى لوضع بصمة واضحة مع نساء الأحساء

جهات الإخبارية زهير الغزال - الأحساء

أكدت الكاتبة ”آسيا علي البلادي“ أنها كانت تبحث عن المواضيع المختلفة منذ كانت طفلة، للمشاركة بها في الطابور الصباحي بالمدرسة، موضحةً أن زواجها لم يمنعها من مواصلة عملها؛ لتنجح فيه، وتنجح كذلك في إنشاء أسرة صالحة.

وأوضحت في حوارها مع ”جهينة الإخبارية“ أنها تستهدف وضع بصمة واضحة مع نساء مجتمعي القائدات والمبدعات لكي نبرز دور المرأة الأحسائية ونثبت للعالم بأن الأحساء مدينة خلاقة مبدعة ومن ضمن التراث العالمي لليونسكو، وإلى نص الحوار:

- بدايةً، عرفينا على نفسك.

آسيا علي البلادي، من مواليد 15/ محرم لعام هـ في الأحساء، في منطقة الهفوف، وتلقيت تعليمي في الابتدائية الرابعة عشر والمتوسطة الحادية عشر والثانوية الثانية بالهفوف.

- كيف التحقتِ بالمدرسة؟

كان جدي رحمه الله يرفض ذلك الحين تسجيل البنات في المدارس، وكانت هذه الثقافة سائدة، فأصر والداي على تسجيلي في المدرسة بدون علم جدي، وذلك بتسجيلي بالمدرسة القريبة من بيت خالتي، حيث هي تولت الاهتمام بي، ورعايتي لسنوات طويلة، ولولا الله ثم موقف والدي ووالدتي وخالتي لما تمكنت من التعلم إلا في سن متأخرة.

- كيف كانت بدايتك في التأليف؟

منذ أن كنت في المرحلة الابتدائية أحب المشاركة في الأعمال الاجتماعية والأنشطة المدرسية، وكنت أهتم بالبحث عن المواضيع المختلفة والمتنوعة للمشاركة في الطابور الصباحي، وبعد زواجي شجعني زوجي سماحة الشيخ راضي السلمان على الاستمرار في هوايتي ووقف بجانبي وساندني وهو الذي أصر علي أن أبدأ بالكتابة والتأليف؛ فكان هو الدليل الذي قادني لأسلك هذا الطريق، خصوصا عندما رأى دقتي وبراعتي في تدقيق ومراجعة مجموعة من كتبه التي قام بتأليفها، فتمكنت بعد مدة من إخراج كتابي الأول: رسالة نصف المجتمع بين الواقع والمفروض، بالإضافة إلى المشاركة في كتاب إضاءة «4» بمجموعة من المقالات والتي هي من إصدارات مجموعة النورس الثفافية.

- وماذا تمثل لكِ مجموعة ”النورس“ الثقافية؟

مجموعة النورس الثقافية بقيادة وإدارة الدكتور عبد الله البطيان تعنى وتهتم بتنمية الروح الثقافية والأدبية والفكرية في المجتمع وقد ركزت على إبراز الخامات النسوية وسلطت الضوء على الإبداعات الثقافية والمعرفية والفكرية لنساء الأحساء بسبب التغييب والتعتيم على أدوارهن الفاعلة في المجتمع.

- وماذا عن النتائج؟

نشرت من خلالها مجموعة من المقالات بعنوان تجاربي في التربية والمشاركة في إضاءة 4 وجلسة استضافة لكتاب رسالة نصف المجتمع، وما أطمح إليه من خلال المجموعة العمل على إصدار كتب جديدة وبرامج ثقافية واجتماعية متنوعة.

- وكيف كانت تجربة مشاركتك ضمن فرسان وفارسات الموسوعة العربية ”إضاءة“؟

كان لي شرف المشاركة في الموسوعة العربية إضاءة في نسختها الرابعة قبل عدة سنوات، ضمن مجموعة متميزة ومتألقة من مبدعات ومبدعين، بمجوعة مقالات تحت العناوين التالية:

1/ نفحات ورحمات.

2/ زاوية الانتظار

3/شغف اللقاء

4/ كن شكورا

- أين هي محطة ارتياحك؟

محطة الارتياح أجدها عندما أتشرف بخدمة أبناء جلدتي ومجتمعي ووطني، محطة الارتياح أجدها عندما أقوم بمهامي وأعمالي سواء تجاه نفسي أو تجاه أسرتي أو تجاه مجتمعي وأنويها قربة لله تعالى وأنشغل بالأذكار اليومية والاستغفار حيث يقول الله تبارك وتعالى في سورة الرعد الآية: 28 ﴿ألا بذكر الله تطمئن القلوب.

- وكيف تجدين نفسك في ساحة الأحساء؟

أجد نفسي في الأحساء التي هي أمي التي احتضنتني وربتني ترعرعت على أرضها وأظلتني بسمائها وأكلت من خيراتها، فلا بد أن أرد لأهلها الجميل، فأقدم ما أتمكن باسمها وأساهم في أن أضع بصمة واضحة مع نساء مجتمعي القائدات والمبدعات لكي نبرز دور المرأة الأحسائية ونثبت للعالم بأن الأحساء مدينة خلاقة مبدعة ومن ضمن التراث العالمي لليونسكو ومنطقة جاذبة للسياح والمبدعين، وهي تزخر وتفتخر بنساء مبدعات من كاتبات وباحثات ومفكرات وأديبات يشار لهن بالبنان من شتى بقاع العالم وعلينا جميعل مسؤولية السعي في إبرازها وتطورها أكثر وأكثر.

- ماذا عن مواهبك وهواياتك؟

القراءة والاطلاع والتعليم في رياض الأطفال، وأحب إلقاء المحاضرات والندوات، بالإضافة إلى تجربتي في إعداد وتقديم البرامج على بعص القنوات الفضائية والتي أضافت لي الكثير وكذلك العمل على تقديم العديد من الفقرات المتنوعة من خلال قنوات وسائل التواصل الاجتماعي ومن أهمها فقرة ثواني معدودات على السناب شات والتي كان لها صدى رائع وواسع، حيث أتكلم في موضوع يمس اهتمامات المجتمع في زمن لا يتجاوز الدقيقة الواحدة، وذلك نوع من التجديد في الطرح بما يتلاءم مع متطلبات العصر الذي حاليا يتسم بالسرعة والاختصار، وكذلك من هواياتي التصوير الفوتوغرافي.

- كيف تجدين حركة المرأة الأحسائية حاليًا؟

حركة المرأة الأحسائية اليوم في تطور مستمر ومتواصل ودؤوب وقد تخطت وتجاوزت العديد والكثير من العقبات والحواجز بكل جدارة؛ استطاعت أن تغير الصورة النمطية السائدة السابقة وتعكس الصورة الحقيقية التي أرادها الدين الإسلامي؛ فهي بتمسكها بمبادئها وحجابها دخلت أغلب الميادين الاجتماعية والصناعية والتجارية والثقافية والأدبية وكل ذلك لم يثنها عن التمسك بأسرتها وقيامها بدورها ومسؤولياتها تجاه عائلتها وأبنائها وهي تقوم بهذه الأدوار مجتمعة على أكمل وجه وأحسن صورة، وهذا التطلع يواكب رؤية المملكة 2030م حيث إن حكومتنا الرشيدة بقيادة مليكنا المفدى وولي عهده الأمين حفظهما الله أولوا المرأة كل الاهتمام وهذه الرؤية هيأت السبل وفتحت الأبواب وشجعت المرأة السعودية بشكل عام على أن تكون رائدة في مجالات العمل المتنوعة والمختلفة وأنا بدوري أدعم هذه الرؤيا الطموحة وسأقدم ما يمكنني للمشاركة في تحقيقها في المستقبل.

- هل توجد إصدارات جديدة من تأليفك؟

توجد لي مجموعة من المقاطع الثقافية أنشرها من خلال صفحاتي على وسائل التواصل الاجتماعي الانستغرام والسناب شات، هذه المقاطع الثقافية وصلت حاليا ما يقارب 80 مقطعا وأتمنى أن أجد الفرصة والوقت لأجمعها في كتاب وأتمنى أن تتحقق هذه الأمنية في المستقبل القريب إن شاء الل.

- ماذا عن مشاركتك في مقهى صحني الأزرق؟

كان لي الشرف باستضافتي في هذه الفعالية بالتعاون مع الوكيل الأدبي وقائد مجموعة النورس الثقافية الدكتور عبد الله البطيان وبالتعاون مع الشريك الأدبي مقهى صحني الأزرق؛ حيث كانت رسالتي حينها التأكيد على أهمية إبراز دور المرأة الأحسائية الثقافي والفكري وعرضت تجربتي الشخصية والتي أعتبرها ناجحة ولله الحمد لتشجيع النساء المترددات على التوكل على الله والبدء بتحقيق أهدافهن وطموحاتهم، وأن يبرزن عطائهن وإبداعاتهن للمجتمع مع الحفاظ على الثوابت الدينية والهوية الثقافية المجتمعية.

وأشجع على ارتياد المقاهي بشرط أن يصاحب هذا الارتياد نشاط فيه فائدة ومنفعة لنكون قد غذينا الجسد وأتبعنا ذلك بغذاء الروح والعقل.

- هل لا تزال المرأة تستطيع قيادة أسرة ومجتمع كما كان الأمهات؟

نعم ولله الحمد، أنا رزقني الله بثمان أبناء أربع بنات وأربعة أولاد، ومع ذلك بتوفيق الله استطعت التوفيق بين إدارتي لأسرتي والقيام بواجباتي ومهامي تجاه زوجي وأولادي وبيتي وبين قيامي بمسؤولياتي تجاه مجتمعي، وسر هذا النجاح يكمن في أولا: تعاون زوجي وإيمانه بأهمية القيام بدوري في المجتمع وتشجيعه لي وثانيا: تنظيم الوقت ووضع جدول يومي للمهام والمسؤوليات، وثالثا: توزيع المهام والأدوار والمسؤوليات بين أفراد الأسرة فالأبناء أيضا عليهم مهام ومسؤوليات يتحملونها، وهم وزوجي شركاء معي في النجاح فكلنا نعمل كخلية نحل بلا كلل أو تعب، فبالتعاون استطعت أن أحقق النجاح في جميع الأصعدة والمجالات التي أعمل بها.

- هل ترين تدويل تجربة المرأة الأحسائية لتنقل رسالتها؟

نحن نحتاج ذلك وعلى المرأة أن تؤمن بنفسها وبقدراتها وبالقدرات الكامنة فيها وأن تنقلها دوليا فقد ضربت المرأة الأحسائية أروع الأمثلة للمرأة المبدعة المتألقة في تربيتها لأبنائها في حفاظها على قيمها الدينية في إبداعها بعملها ووظيفتها وفي دورها الاجتماعي وعلى المرأة ان لا تنتظر من يظهرها للعلن وللعالم بل هي تؤمن بقدراتها أولا وتسعى لأن تنشر رسالتها عالميا لتعطي صورة ناصعة مشرفة عن المرأة الأحسائية.

- إن كان لك أربع وردات شكر وبطاقة واحدة فقط من الامتنان لمن تقدمي ذلك ولماذا؟

بطاقة الامتنان أقدمها لوالدي ووالدتي على دعمها لي ووقوفهما لجانبي، أما وردات الشكر فأقدم الوردة الأولى لخالتي العزيزة لما كان لها من دور مهم ومفصلي في حياتي، ووردتي الثانية لزوجي الذي وقف بجانبي وشجعني وهو أستاذي، الوردة الثالثة لأبنائي الذين ساندوني وساعدوني وتعاونو معي وتحملو الكثير لأجلي، الوردة الرابعة أهديها لمجموعة النورس الثفافية لأخذها بيدي ومساندتي وإظهاري للمجتمع.

- هل من كلمات للقراء؟

أقول للقراء الأعزاء: لا تنظر للشخص من حيث جنسه رجل هو أو امرأة بل انظر له كفرد من أفراد المجتمع وانظر إلى فكره ومنطقه وعلمه.

وأقول للمرأة لا تنتظري من الآخرين أن يؤمنو بقدراتك ويشجعوك على التميز والإبداع ولا تترددي وكوني مؤمنة بأنك قادرة على تحققي أهدافك وأن تصلي إلى طموحاتك وتثبتي جدارتك والأبواب كلها مفتوحة لك. فتوكلي على الله وابدئي فمن توكل على الله فهو حسبه.