سوق السمك في القطيف أصالة «سبعين سنة».. ويقصده القريب والبعيد

سوق السمك الشعبي في القطيف لم يكن وليد الأعوام المتأخرة، حيث أن له أصالة تحكيها قرابة السبعين عاماً على الأقل، ويعتبر هذا السوق من أقدم وأكبر الأسواق في المنطقة الشرقية، حيث أنه يغطي محافظة القطيف بأكملها، كذلك فإنه يأتي إليه القاصي والداني للتبضع من خارج منطقة القطيف كسيهات والدمام والخبر والأحساء، إضافة إلى الأجانب بمختلف جنسياتهم.
ويفتتح السوق أبوابه في فترته الأولى بعد صلاة الفجر مباشرة حيث يتضمن ”الحراج، المفرش“ الذي يحضره الصيادون المحليون الذين يغذون السوق بالأسماك المحلية، كذلك الأسماك القادمة من دول الخليج كدولة الكويت ومملكة البحرين وسلطنة عمان، إضافة إلى باكستان، والذي يستقبل البائعين والمشترين.
حيث يشتري الباعة فيه ثلاجات الأسماك ويقومون ببيع الأسماك في ما يسمى ب ”الفرشة، أو البسطة“، في داخل المقر المخصص بسوق السمك، والبعض الآخر يفترش الطرقات المجاورة له، إضافة إلى الناس الذين يشترون السمك من ”الحراج، المفرش“.
وتبدأ الفترة المسائية من الساعة الرابعة عصراً إلى قرابة الساعة العاشرة مساء، والبعض من الباعة يبقى إلى انتهاء بيع بضاعته ونفاذها، ويحتضن ”الحراج، المفرش“ إضافة إلى بيع الأسماك وجود الشبان الصغار كل يفترش له مكاناً في زاوية منه، ويقوم بتقشير الربيان، مقابل مبلغ زهيد يتقاضاه نظير هذا العمل.
وبين البائعون في سوق السمك بأن أكثر الأنواع التي تعرض في السوق هي: الكنعد والربيان والشعري والعندق والفسكر والهامور والصافي والصويفي والزبيدي " - كل بحسب موسمه -.
ولفتوا إلى أن من أكثر الأسماك المستهلكة والتي يكون عليها الطلب هي: سمك الصافي والصيوفي والهامور والكنعد.
وبينوا بأن ارتفاع الأسعار يعتمد على تقلبات الجو، كذلك على توفر السمك، أو الربيان من ندرته، وناشدوا المعنيين بعمل صيانة إلى السوق كطلاء الجدران وغيره.
وتحدث بعض المواطنين أن سوق السمك يمثل لهم وجهة يقصدونها لشراء الأسماك الطازجة، وبعضهم يقوم بأخذ أطفاله معه، ليعرفهم على السوق، ورؤية الأسماك في سبيل بعث روح المرح فيهم من باب الترفيه.
وذكروا بأنه قديماً كانت السوق يكثر فيها الباعة من كبار السن، إلا أنه في وقتنا الحاضر فإنها تحتضن الشباب بكل فئاتهم، والذين يمارسون بيع الأسماك، مقدرين نسبتهم ب 50% من مجموع البائعين في السوق.
وذكر المواطن محمد الحريفي أنهم يجدون في سوق السمك بالقطيف ما لا يجدونه في أكبر مراكز بيع المواد الغذائية.
وقال ”تستشعر الحيوية والمتعة عند شرائك أسماك طازجة من السوق“، متأسفا، ”و لكن يؤسفني تزايد العمالة الوافدة في هذا السوق الذي يجدر به أن يكون مصدراً لرزق أكبر عدد ممكن من أبناء البلد، وليس لكسب الرزق فحسب، بل للحفاظ على وجود وانتماء أهل المنطقة في هذا السوق الشعبي الذي يصدق أن نسميه بالسوق التراثي“.
وقال البائع الشاب عبدالله حسين الغزوي صاحب ”بسطة“ في سوق السمك، والذي قضى في مهنة بيع الأسماك قرابة ال 16 عاماً بأن الوضع داخل السوق جميل.
ولفت إلى أن ما يشكون منه حقيقة هو ازدحام السيارات في المواقف عند مدخل السوق، كذلك وجود الأوساخ بخارجه عند البوابة.
واعتبر الغزوي بأن الأجانب قد أصبحوا منافسين إلى ابن البلد في المشتريات والمباسط، وقال ”فإنهم يبيعون ويشترون، وهذا من الطبيعي أن يكون له أثر علينا في البيع والشراء“.
وأشار إلى أن السوق تفتقر للتكييف مما يجعل الأجواء في فصل الصيف متعبة، حيث تأخذ منهم كل مأخذ.