آخر تحديث: 17 / 5 / 2025م - 2:41 م

الدكتور المحروس: إعادة تسخين بعض الأطعمة ليست سامة.. والخطر يكمن في البكتيريا

جهات الإخبارية

كشف الدكتور محمد المحروس، استشاري علوم الباثولوجيا الإكلينيكية، عن عدم دقة المعلومات المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشأن تحول بعض الأطعمة، مثل البيض والدجاج والسبانخ، إلى مواد سامة عند إعادة تسخينها.

وأكد الدكتور المحروس أن هذا الطرح يفتقر إلى الأساس العلمي الصحيح، وقد يؤدي إلى نشر مخاوف لا مبرر لها بين الناس، مشيراً إلى أن الخطورة الحقيقية تكمن في سوء حفظ الأطعمة بعد طهيها، مما قد يؤدي إلى نمو البكتيريا، وليس في مكونات الطعام الأساسية أو عملية إعادة التسخين بحد ذاتها.

وأوضح المحروس أن مقطعًا مصورًا انتشر لأحد الأشخاص يزعم فيه أن ارتفاع المحتوى البروتيني في البيض والدجاج، وارتفاع نسبة الحديد في السبانخ، هو ما يجعلها تتحول إلى مواد سامة بعد إعادة تسخينها.

وردًا على ذلك، بيّن الدكتور المحروس أن هذا الادعاء غير دقيق علميًا، فوجود البروتين أو الحديد في هذه الأطعمة لا يجعلها سامة عند تسخينها مرة أخرى.

وفيما يتعلق بالسبانخ على وجه الخصوص، أشار إلى أن التفسير العلمي المحتمل لأي تحول قد يتعلق باحتوائه على نسب من النترات التي يمكن أن تتحول في ظروف معينة إلى مركبات نيتريت أو نيتروزامين، لكنه أكد أن هذه التحولات، إن حدثت، تكون بكميات ضئيلة جدًا ولا تشكل خطرًا صحيًا فعليًا كما تم تصويره في المقطع المتداول.

وشدد استشاري علوم الباثولوجيا الإكلينيكية على أن النهج الأمثل للتعامل الآمن مع الأغذية يتمثل في التركيز على حفظها بطريقة صحيحة وسليمة بعد عملية الطهي الأولى.

وأوضح أن ترك الأطعمة مكشوفة أو حفظها في درجات حرارة غير مناسبة لفترات طويلة هو ما قد يهيئ بيئة مناسبة لتكاثر البكتيريا، وهنا تكمن الخطورة الحقيقية عند إعادة تسخينها، وليس في عملية التسخين نفسها أو في طبيعة مكونات الطعام الأصلية.

واختتم الدكتور المحروس حديثه بالإعراب عن أسفه لتداول مثل هذه المعلومات المغلوطة، خاصة عندما تصدر أحيانًا عن أشخاص قد يحملون صفات علمية أو شهادات أكاديمية، مما قد يعطي انطباعًا خاطئًا لدى الجمهور.

ونبه إلى أنه ليس كل من يتحدث بلغة علمية يحمل بالضرورة الحقيقة كاملة، مؤكدًا أن منصات التواصل الاجتماعي أظهرت في كثير من الأحيان أن ”اللمعان لا يعني دائمًا المصداقية“.