أخصائية تغذية: التوتر النفسي قد يقود لاضطرابات الأكل

كشفت أخصائية التغذية نوف آل عباس عن وجود ارتباط مباشر بين حالات التوتر والقلق النفسي وبين حدوث تغيرات ملحوظة في السلوكيات الغذائية لدى الأفراد، مشيرة إلى أن هذه التغيرات قد تكون مؤشراً على وجود اضطرابات مرضية تتطلب اهتماماً وعلاجاً متخصصاً.
وأوضحت آل عباس أن استجابة الجسم للضغوط النفسية تختلف بشكل كبير من شخص لآخر، حيث يميل البعض إلى الإفراط في تناول الطعام كوسيلة غير واعية للتعامل مع مشاعر الغضب أو القلق، حتى في غياب الشعور الفعلي بالجوع، مما قد يؤدي بمرور الوقت إلى زيادة الوزن ومشاكل صحية مرتبطة بها.
وفي المقابل، يعاني آخرون من فقدان تام للشهية عند التعرض لنفس الضغوط، الأمر الذي قد يتسبب في النحافة ونقص العناصر الغذائية الضرورية.
وأكدت أن كلا النمطين يندرجان تحت ما يُعرف باضطرابات الأكل، والتي تُصنف علمياً ضمن الاضطرابات النفسية التي لها انعكاسات جسدية واضحة ومباشرة على صحة الفرد.
وأضافت الأخصائية أن العلاقة بين الحالة النفسية والغذائية قد تكون معقدة وذات اتجاهين؛ فبينما قد تنشأ بعض اضطرابات الأكل نتيجة لحالات نفسية كامنة لم يتم التعامل معها، فإن الاضطرابات النفسية بحد ذاتها، مثل القلق أو الاكتئاب، قد تكون أحياناً ناتجة عن وجود نقص في بعض المغذيات الأساسية والفيتامينات الحيوية، والتي تلعب دوراً مهماً في دعم وظائف الجهاز العصبي والحفاظ على استقرار المزاج العام.
وشددت آل عباس على أهمية الوعي والانتباه لأي علامات تحذيرية تدل على ظهور سلوكيات أكل غير طبيعية، خاصة خلال الفترات التي يمر فيها الشخص بضغوط نفسية متزايدة.
وأكدت على ضرورة إجراء تقييم مزدوج، يشمل الجانبين الغذائي والنفسي، لمثل هذه الحالات، لضمان تحديد السبب الجذري للمشكلة ووضع خطة تدخل علاجي مناسبة، قد تتضمن تعديلات غذائية محددة أو اللجوء إلى الإرشاد والدعم النفسي المتخصص، أو كليهما معاً، لتحقيق أفضل النتائج الصحية والنفسية.