آخر تحديث: 21 / 5 / 2025م - 10:50 ص

أمير الشرقية: الالتزام بالأنظمة المرورية يحفظ الأرواح والممتلكات

جهات الإخبارية

افتتح الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، اليوم الإثنين، الملتقى والمعرض الدولي السادس للسلامة المرورية بعنوان ”الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة للنقل والسلامة المرورية 2023م“، والذي يستمر لمدة 3 أيام، والذي تنظمه الجمعية السعودية للسلامة المرورية ”سلامة“ وجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بمشاركة العديد من الجهات والقطاعات الحكومية والخاصة.

وأكد أمير الشرقية أهمية التوعية وايصال المعلومات لأفراد المجتمع؛ للالتزام بالأنظمة المرورية، والابتعاد عن المخالفات المرورية بكل أشكالها؛ لحفظ الأرواح والممتلكات.

وقال: أسهمت التقنيات الحديثة في التقليل من الحوادث المرورية الكبيرة، ونتطلع للاستمرار في توظيف الحلول الهندسية للحد من التكدسات المرورية في بعض المناطق التي تشهد كثافة مرورية عالية.

وأضاف: جهود الجهات الأمنية في تطبيق الأنظمة المرورية ومحاسبة المخالفين كبيرة، لكن يجب أن يكون لدى السائقين والسائقات ثقافة مرورية تسهم في التزامهم بالقوانين والأنظمة المرورية والمحافظة على السلامة العامة، وهذا سيتحقق بالتوعية، مشيدًا بحرص ووعي المجتمع والتزامهم بالأنظمة المرورية للحد من الحوادث.

من جهته، قال رئيس جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل ورئيس اللجنة العليا للملتقى السادس للسلامة المرورية 2023م د. عبدالله الربيش، في كلمته: إن التطورات الأخيرة في بناء المدن الذكية، وتقنيات الاستشعار والحوسبة المتطورة، وتقنية المركبات وتوافر «البيانات الضخمة» جنبًا إلى جنب مع تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة، يشكل فرصة للتقدم بشكل كبير وتحقيق التحول المأمول والكفاءة العالية في تقديم خدمات النقل الآمن على الطرق.

ودعا إلى توجيه هذه التقنيات على المركبات وشبكات الطرق لمراقبة حركة المرور وجمع البيانات اللازمة، ونمذجة حركات المرور في الوقت الفعلي والتنبؤ بما يمكن أن يتم مستقبلًا، بهدف تقليل الازدحام، والحد من النمو المتزايد لعدد الإصابات البليغة الناجمة عن الحوادث المرورية، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة يساعد في اكتشاف الأسباب المساهمة في الحوادث، وتحديد النقاط السوداء لها، وتحليل سلوك القيادة، وتحسين استخدام البنية التحتية للنقل، والعمل على تشخيص المشكلات ومعالجتها وسد الفجوة التي لا تؤمنها الطرق التقليدية في إجراءات تعزيز السلامة العامة للنظام.

وبيّن أن الإحصاءات الرسمية تشير إلى أن المملكة العربية السعودية ضمن الدول المرتفعة مقارنةً بدول مجموعة العشرين «G20» في عدد الوفيات والتي تقدر ب 15 لكل 100,000 نسمة في السنة وكذلك في عدد الإصابات البليغة، ما يتطلب التدخل الفوري وبشكل منهجي وفق خطة إستراتيجية بعيدة المدى، تعتمد على استخدام مجموعة من التقنيات، مثل تنفيذ الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في جميع وسائط النقل أو أنظمة التحكم في النقل، مشددًا على ضرورة تكثيف الجهود التكاملية لتبني المبادرات والمشاريع وتطبيق الإستراتيجيات لضمان السلامة المرورية وتقليص الحوادث وآثارها.

وأشار د. الربيش إلى إصدار منظمة الصحة العالمية حزمة تقنية للسلامة على الطرق، من اثنين وعشرين مبادرة، وست إستراتيجيات رئيسية، تركز على التحكم في السرعة، ودعم السلامة على الطرق، وتصميم البنية التحتية وتحسينها، ومعايير سلامة المركبات، وإنفاذ قوانين المرور، مضيفًا أن المنظمة أوصت بضرورة تنفيذ هذه الإستراتيجيات والمبادرات كحزمة مترابطة ومتكاملة؛ للتصدي الفعال للوفيات والإصابات الناجمة عن الحوادث المرورية، واعتبارها كدليل استرشادي لدعم القرارات الوطنية الرامية إلى تعزيز جهود السلامة على الطرق.

وأكد أن إقامة الجمعية السعودية للسلامة المرورية، الملتقى والمعرض الدولي السادس للسلامة المرورية تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة للنقل والسلامة المرورية»، يهدف إلى توفير منصة دولية لدعم وتعزيز الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في مجال السلامة المرورية والنقل البري والبحري، والأنفاق، والجسور والبنية التحتية لشبكة الطرق والمطارات والنقل البحري، آخذة في الاعتبار كافة العناصر التي تدخل في منظومة السلامة المرورية في جانبها التشريعي والتوعوي والهندسي والفني؛ وذلك لرفع مستوى الوعي العام لدى المجتمع بمفهوم السلامة المرورية وأهميته.

ولفت إلى حرص الجمعية على إتاحة فرص تبادل الخبرات والتجارب، واستعراض أهم المبادرات النوعية المقامة عالميًا والسعي نحو توطينها، إلى جانب مناقشة الرؤى والأفكار حول التقنيات المستقبلية التي سيكون لها شأن عظيم في هذا المستهدف الوطني الهام.

من جهته، بيّن الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للطرق المكلف م. بدر الدلامي، أن الشراكة مع شركاء النجاح في اللجنة الوزارية للسلامة المرورية، أثمرت في خفض الوفيات على الطرق من 28,8 حالة لكل 100 ألف نسمة عام 2016، وانخفاض الوفيات إلى 13 حالة في عام 2022، مرجعًا ذلك إلى منظومة التعاون والتكامل بين كافة الجهات الحكومية ذات العلاقة، وبدعمٍ كبير من القيادة الرشيدة «أيدها الله».

وأكد انخفاض عدد الوفيات في المنطقة الشرقية بمتوسط 9,4 حالة، نتيجة الدعم الكبير الذي تحظى به المنطقة من قبل أمير الشرقية، وبتكامل كافة الجهات الحكومية في المنطقة.

وقال: إن السلامة المرورية تعتبر أولوية كبرى في الهيئة العامة للطرق، فهي المرتكز الأول الذي وضع في إستراتيجية قطاع الطرق، والقائمة على السلامة والجودة والكثافة المرورية، وأن إستراتيجية قطاع الطرق تستهدف خفض الوفيات إلى 5 حالات كحد أدنى، عبر استخدام العديد من التقنيات والأبحاث العلمية في قطاع الطرق، ومن ضمنها معدات المسح والتقييم.

وذكر أن الهيئة تمتلك أسطول يعد الأضخم على مستوى العالم ب18 معدة مدعومة بأنظمة الذكاء الاصطناعي، وتعمل هذه المعدات على مسح وتقييم الطرق عبر وحدات ليزر وأنظمة متقدمة، وتحدد احتياج الطريق للتدخل الفني، لافتًا إلى أن الهيئة تمتلك مختبرًا مركزيًا، يُعد الأوحد من نوعه في الشرق الأوسط، وينفذ العديد من الاختبارات والتجارب العلمية؛ لرفع مستوى الجودة والسلامة على الطرق.

وأكد أن الهيئة أطلقت مبادرة السلامة المرورية عام 2016 عبر تنفيذ حزمة من الأعمال على شبكة الطرق، وأسهمت في الارتقاء بمستوى سلامتها وجودتها، ومن هذه الأعمال معالجة أكثر من 120 نقطة سوداء، وهي المواقع التي تكثر فيها الحوادث، إضافةً لتحسين أكثر من 200 تقاطع، وتنفيذ أعمال الدهانات بأكثر من 3 ملايين متر مربع، وتركيب أكثر من مليون علامة من العلامات الأرضية، مع وضع تقنية الاهتزازات التحذيرية على أكتاف الطريق بأكثر من 58 ألف كم.

وأشار إلى حرص الهيئة على الاستمرار في رفع مستوى السلامة على الطرق، وتعزيز التكامل مع كافة الجهات ذات العلاقة للوصول للمستهدفات الوطنية، وأن الهيئة تعول على وعي مستخدم الطريق من خلال التقيد بتعليمات السلامة المرورية، للمساهمة في الحفاظ على الأرواح.

بدوره، قال النائب الأعلى للرئيس للسلامة والأمن الصناعي عبدالله الغامدي: إن الملتقى السادس للسلامة المرورية، يتناول أحد الموضوعات الحيوية، تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة للنقل والسلامة المرورية»؛ لتعزيز قيم القيادة الآمنة للمركبات، والاطلاع على أحدث الحلول والمبتكرات، للحد من الحوادث المرورية، وآثارها الاجتماعية والاقتصادية.

وذكر أن الملتقى يتناول موضوع تقليل الحوادث المرورية، والحد من ضحاياها، فحسب آخر تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، لا تزال حوادث الطرق من أكبر مسببات الوفاة عالميًا، وهي السبب الرئيس في فقدان ما يقرب من مليون وربع المليون شخص على مستوى العالم سنويًا، منها 4,555 حالة وفاة بالمملكة العربية السعودية في عام 2022م.

وأكد أن شركة «أرامكو» السعودية حريصة على العمل مع شركائها من الجهات الحكومية، من خلال لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية؛ لِتَبَنِّي إستراتيجية السلامة المرورية بأهداف مرصودة، ومبادرات جديدة وخلَّاقة، لتعزيز ثقافة السلامة المرورية بين أفراد المجتمع، مشيرًا إلى أن المنطقة الشرقية حققت خلال السنوات الماضية، إنجازًا مهمًا، تَمثل في خفض عدد الحوادث الجسيمة، التي تشمل حالات الوفيات والإصابات الخطيرة بنسبة 60%، منذ البدء في تطبيق إستراتيجية لجنة السلامة المرورية بالمنطقة عام 2012م.

وأضاف: جاءت المنطقة الشرقية، كأقل منطقة من حيث معدل وفيات الحوادث المرورية، ما يعني أننا نسير في الاتجاه الصحيح، خاصة فيما يتعلق بتفعيل دور التقنيات الحديثة في تعزيز السلامة المرورية، وتطوير الكفاءات الوطنية وتدريبها على استخدامها، وابتكار الجديد فيها.

وبيّن أن «أرامكو»، وبدعمٍ متواصلٍ وغير محدودٍ من لَدُنْ أمير الشرقية، وبالتعاون مع شركائها من الجهات المختلفة، تبذل الجهود الحثيثة لتعزيز السلامة المرورية بالمنطقة، وإيجاد حلول غير تقليدية تعمل على تقليل الحوادث، ومن أهمها إنشاء منصة تحليل الحوادث الجسيمة المستحدثة من قبل مهندسي الشركة، التي تُعتبر أداة تحليلية فعّالة تقدم معلومات إحصائية تفصيلية بطريقة بسيطة وميسرة، تشمل على سبيل المثال لا الحصر، أنواع وأسباب ومواقع النقاط السوداء للحوادث الجسيمة والأعمار والجنسيات والأشهُر والأيام الأكثر ارتفاعًا، كل هذه البيانات تظهر على الخرائط، متابعًا: يزور فريق العمل هذه المواقع؛ لوضع الحلول المناسبة، للحد من تكرار وقوعها، الأمر الذي يسهل عمل الجهات المعنية لتركيز الجهود الهندسية والضبطية والتوعوية والإسعافية.

من ناحيته، ذكر مدير الإدارة العامة للمرور في المملكة اللواء م. علي الزهراني، أن للملتقى دور بارز في مجال السلامة المرورية وأهميته كبوابة التقاء للخبراء والمسؤولين والمهتمين لتبادل الخبرات والمعارف، واستعراض أفضل المشاريع والمبادرات والأفكار لرفع وتعزيز الوعي المروري والتعرف على أحدث العلوم البحثية النظرية والتشغيلية والتقنية وأثرها في استخدام البيانات وتحليلها.

وقال: إن الأمن العام يؤكد أهمية دور التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في تعزيز ورفع مستوى السلامة المرورية، تحقيقًا لإستراتيجية وزارة الداخلية بإشراف ومتابعة مباشرة ودائمة من قبل وزير الداخلية لرفع مستوى الأداء الأمني والمروري، والعمل على عدة مشاريع تطويرية تعنى بتطوير الجانب التقني واستخدام الذكاء الاصطناعي وجودة المخرجات والتحليل الذكي لتطوير السياسات الأمنية والمرورية بما يحقق أمن المواطن.

وأكد أن تقنيات وأنظمة الرصد الآلي أثبتت كفاءة عالية في التنبؤ بالمواقع الخطرة، واتخاذ القرارات المناسبة للإجراءات الوقائية حيالها، ما نتج عنها تقدم بالنتائج وانخفاض بأعداد الوفيات لكل 100 ألف عام 2016 م من 28 وفاة، إلى 13 وفاة لكل 100 ألف، وهو مؤشر محفز لمضاعفة الجهود للتقدم في توظيف التقنية لتحليل البيانات وتطويرها للمساعدة في توجيه الخطط بالشكل الملائم والدقيق للوصول لأفضل النتائج بانخفاض أعداد الاصابات والوفيات.