آخر تحديث: 12 / 12 / 2024م - 4:00 م

استخدام الكتب الإلكترونية لحث القراء الصغار على الكلام

عدنان أحمد الحاجي *

كيف يمكن للوالدين مساعدة طفلهما - ونفسيهما - على استخدام الكتب الإلكترونية كأداة لتحسين النمو والتطور الشخصي لطفلهما

12 أكتوبر 2023

بقلم ريان ناجلهاوت، كلية الدراسات العليا للتعليم في بجامعة هارفارد

المترجم: عدنان احمد الحاجي

المقالة رقم 300 لسنة 2023

Using E-Books to Get Young Readers Talking

October 12,2023

BY Ryan Nagelhout، Harvard graduate school of education

عبارة ”وقت الشاشة“ غالبًا ما تكون عبارة مخيفة لأولياء الأمور الذين يشعرون بالقلق من أن أطفالهم يستخدمون الشاشات [أى الأجهزة الاكترونية من هواتف محمولة إلى أجهزة لوحية] بشكل مفرط، لكن الأبحاث بينت أن هذه الشاشات قد تشجع على النمو / التنمية والتطور الشخصي [1]  عند استخدامها بشكل مناسب. في الواقع، توضح إحدى الأوراق البحثية الحديثة أن استخدام شاشات الهاتف والأجهزة اللوحية، كقارئات الكتب الإلكترونية، يمكن أن تستنخ تجربة التعلم من الكتب القرطاسية التقليدية.

”تُبين بعض الأبحاث أن الكتب الإلكترونية يمكن أن تشتت الانتباه،“ كما تقول روزا توركو Rosa Turco، التي شاركت مؤخرًا مع عضوي هيئة التدريس بكلية الدراسات العليا للتعليم في جامعة هارفارد ميريديث رو Meredith Rowe وجو بلات Joe Blatt في نشر ورقة عن الفوائد الممكنة لاستخدام الأطفال للكتب الإلكترونية. ”ولكن هناك بالفعل أساليب يمكن أن تستخدم الكتب الاكترونية لصالحهم.“

ويرى الباحثون أن المفتاح هو أن معرفة أولياء الأمور وخبرتهم بالكتب الإلكترونية يمكن أن تؤثر في مدى تشجيعهم إياهم لتطوير القراءة والكتابة؛ وعلى وجه التحديد، كما تفيد الدراسة، ”كيف تؤثر مواقف وأمزجة أولياء الأمور عن التعلم في تفاعلاتهم“ مع أطفالهم أثناء استخدام قارئ الكتب الإلكترونية.

في الدراسة، التي استخدمت بيانات من دراسة التحقق من صلاحية تطبيق Reach Every Reader المنزلي والعائلي المنشورة في عام 2021، استكشف الباحثون ما إذا كان بإمكان تطبيقات الهواتف الذكية المستخدمة لقراءة الكتب الإلكترونية أن تعزز معرفة القراءة والكتابة. بالرغم من أن الدراسة أفادت بأن الأبحاث الحالية قد تعرفت على أخطار كامنة ممكنة في الكتب الإلكترونية وأجهزة القراءة الإلكترونية - مثل تشتت انتباه المستخدمين لهذه الأجهزة حين يركزون على الجهاز لا على الكتاب الاكتروني نفسه - إلا أن النتائج تبين أنه يمكن تثقيف كل من أولياء الأمور والأطفال قس كيف يستخدمون الكتب الإلكترونية. بفعالية وتحسين مهارات القراءة والكتابة لديهم.

ركزت الدراسة على 65 عائلة لديها أطفال بسن 3 سنوات في عائلات متوسطة إلى منخفضة الدخل تعيش على بعد ساعة من مدينة بوسطن. ركز الباحثون على كيف يتفاعل أولياء الأمور والأطفال مع الكتب الإلكترونية وكيف يمكن أن يؤثر اقتناع أولياء الأمور بهذه الأجهزة ومعرفتهم بها في فعاليتها.

طُلب من أولياء الأمور قراءة كتاب "لأطفالهم لمدة خمس دقائق باستخدام تطبيق كتاب إلكتروني على جهاز محمول مع بعض التعليم / الارشاد البسيط. ثم قام الباحثون بدراسة بعض الأساليب والسلوكيات التي أبداها كل من أولياء الأمور والأطفال خلال تلك الفترة.

من بين النتائج

وجدت الدراسة أن أولياء الأمور والأطفال، في المتوسط، ”أبدوا مستويات عالية من الانخراط والتعاون مع بعض“ عند استخدام الكتاب الإلكتروني.

”انخرط أولياء الأمور في سلوكيات مألوفة من تلك التي شاهدناها في القراءة المشتركة للكتب التقليدية مع أطفالهم“ كما تقول توركو، وهي أمارة مشجعة على أن قراءة الكتب الإلكترونية يمكن أن تحاكي فوائد الكتب التقليدية.

تناولت الدراسة القصدية المشتركة - وهي القدرة على المشاركة مع الآخرين في أنشطة تعاونية ذات أهداف ومقاصد مشتركة - بين أولياء الأمور وأطفالهم أثناء القراءة. بمعنى آخر، ما إذا كان بإمكان الوالدين بدء حوار/ حديث مع طفلهم في مضمون ما كانوا يقرؤونه بقصد مساعدتهم في تطوير مهارات اللغة والتواصل لديهم. وبينت الدراسة أن بإمكان أولياء الأمور محاكاة نفس النوع من هذه القصدية المشتركة مع الكتب الإلكترونية بمستويات مختلفة من الفعالية.

الكلام والكلام ثم الكلام

الهدف من أي وقت للقراءة مع الأطفال هو تطوير مهارات القراءة والكتابة والتواصل لديهم وذلك بإستثارة الكلام «الحديث» معهم.

بعكس الدراسات السابقة، لم يجد هذا البحث أن أولياء الأمور قد انتقلوا من القراءة إلى التركيز على الجهاز والكلام عنه،. بل إن فهمهم للتعليم وتعليم القراءة والكتابة نفسه هو الذي أثر في النتائج. كان بعض أولياء الأمور أكثر فعالية من غيرهم في استثارة حوار عن مضمون الكتاب نفسه مع أطفالهم. ينقسم أولياء الأمور إلى ثلاث فئات بشكل عام حين يتعلق الأمر بانخراطهم الشامل في قراءة الكتاب الإلكتروني مع أطفالهم والتفاعل معهم،

  • أولياء أمور يتمتعون بجودة كلام أكثر تعقيدًا أو مشحون عاطفيًا ولكن لا ينخرطون مع أطفالهم إلَّا بمستويات منخفضة من التفاعل
  • أولياء أمور بمستويات جودة كلام منخفضة [جودة الصوت: مقياس لتقييم الصوت غير موضوعي يجري عن طريق السماع [2] ]
  • أولياء أمور يتمتعون بجودة كلام معقدة ولكن لغة حوار منخفضة، أو يتعاورون «يأخذون ويعطون» في الحديث مع أطفالهم

تشير توركو إلى أن المفتاح عند القراءة هو استخدام الكتاب - سواء أكان الكتاب رقميًا أم لم يكن - لبدء الحوار.

”عليك أن تصل إلى نقطة بحيث لا تشعر عندها أنك تقرأ فيها كتابًا فحسب، بل تستخدم هذا الكتاب لاستثارة هذا الحوار مع طفلك،“ كما تقول توركو. ”فالأمر لا يتعلق بالكتاب في حد ذاته، بل بالحديث والحوار مع الطفل.“

الأساليب التي يمكن لأولياء الأمور من خلالها مساعدة أطفالهم على تطوير المهارات اللفظية باستخدام الكتب الإلكترونية:

  • ركز على نص الكتاب، وليس على الجهاز المستخدم لقراءته.
  • تحدث مع الطفل، لا له: انخرط في حوار معه [تكلم معه ودعه يتكلم واستمع اليه] عن مضمون الكتاب نفسه.
  • اذهب إلى ما هو أبعد من مسألة وصم [3]  الكتاب، وتحدث مع طفلك حول أحداث الكتاب نفسه ولماذا.
  • اطرح المزيد من الأسئلة على الأطفال وابدأ بالبناء عليها من هناك. «مثلًا أين الشاحنة؟ ماذا تفعل الشاحنة؟ من يستخدم الشاحنة؟»
  • ابحث عن أساليب جديدة لطرح أسئلة عن أفكار ومواضيع الكتاب.

ولو راودك أي شك، حاول اسلوبًا آخر

تقول توركو إن بناء تلك الحوارات هي أكثر أهمية من الأداة التي استخدمت لإستثارتها. لو وجد الأطفال صعوبة حقيقية في التعامل مع الكتاب بشكل عام، فإن استغلال أنشطة أخرى - مثل التسوق باصطحاب الطفل، أو استكشاف ما يثير اهتمامه بشكل أكثر - يمكن أن يكون وسيلة لبناء روابط مماثلة وقصدية مشتركة مع الطفل.

”عندما يتعلق الأمر بالطفل الصغير، فإن الأمر يتعلق فعلًا بإيجاد علاقة معه“. ”البحث عن اسلوب تتمكن من استغلاله للتعامل مع طفلك وجذب انتباهه.“